منوعات نحو التطبيق الخارق.. لماذا تخلى إيلون ماسك عن العصفورة الزرقاء؟ Nuqta Doc منذ سنة واحدة على مدى حياته، ظل إيلون ماسك شخصية عامة مشهور تتابع الصحافة والجماهير تصريحاته ومشروعاته الطموحة المختلفة، إلا أنه يبدو أن حجم مساحة المتابعة تضاعفت مرات عدة، منذ ارتباط اسمه بخطط لشراء منصة التواصل الاجتماعي تويتر ببدايات عام 2022، وهي الخطة التي تم تنفيذها بالفعل وقد بلغت قيمة صفقة استحواذه على المنصة نحو 44 مليار دولار. لكن الاستحواذ نفسه، لم يمر بهدوء، فقد كان مثارًا لعدد من المعارك الإعلامية بينه وبين إدارة تويتر، ووصل الأمر في لحظة ما للمحاكم، حيث صرح إيلون ماسك أن قيمة المنصة تم مضاعفتها عن طريق التصريح بعدد مستخدمين أزيد من عدد المستخدمين الفعليين، وذلك بتقليل نسبة الحسابات الزائفة من %20 في رأيه، إلى أقل من %5 في تقدير إدارة تويتر. رغم كل هذا الصخب، فقد انتهت المعركة بالفعل باستحواذ إيلون ماسك على تويتر، وتحويله من شركة عامة مدرجة في البورصة إلى شركة خاصة، لكن كل ذلك الصخب لم يكن إلا البداية فقط. تغيير هوية تويتر منذ الاستحواذ قامت إيلون ماسك بعدد من التغييرات في المنصة، أثار كل تغيير منها زوبعة من التعليقات والاتهامات، بداية من فصله لكثير من موظفي تويتر، ثم إعادة تفعيل كثير من الحسابات التي قد أوقفتها المنصة سابقًا لمخالفة معايير النشر، ومن بينها حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مرورًا بتضمين كل تغريدة أيقونة توضح عدد من شاهدها، وليس انتهاءً بتقسيم صفحة المنصة، إلى قسمين، قسم منهما يمكن للمستخدم متابعة تغريدات الحسابات التي يتابعها، وقسم آخر، عبارة عن تغريدات من مصادر متنوعة غالبيتها لا يتابعه المستخدم، وتقوم خوارزمية خاصة باقتراحه. من التغييرات أيضًا التي أقلقت كثيرين إلغاء إيلون ماسك الآلية القديمة لتوثيق الحسابات، فسابقًا كان كثير من الشخصيات العامة تحوز علامة زرقاء، للتأكيد للجمهور أن حساب هذه الشخصية يتبع الشخصية فعلًا وليس انتحالًا، لكن إيلون ماسك قام بتغيير هذه الآلية المجانية، وحوّلها إلى أحد المميزات التي يمكن أن يجنيها أي أحد يدفع اشتراك قيمة 8 دولارات، مع بعض الخصائص الأخرى المميزة، مثل السماح بعدد كلمات أكبر وفيديوهات أطول وغير ذلك. التطبيق الخارق: X لكن كل هذه التغييرات تبدو ضئيلة مع التغيير الذي أجراه إيلون ماسك في شهر يوليو من العام الحالي، عندما أعلن تغيير اسم المنصة من “تويتر” إلى “X”، وتبديل العصفورة الزرقاء، العلامة التجارية الشهيرة للمنصة، بعلامة أخرى فيها الحرف X. وفي ردّ على أحد الأشخاص في المنصة، قال “ماسك” أن الاسم القديم جاء حينما كان حجم التغريدة مجرد 140 حرفًا، لكن الاسم لم يعد منطقيًّا بعدما أصبح هناك إمكانية لكتابة منشورات أكبر وفيديوهات أكثر طولًا، مضيفًا أن الشهور القادمة ستشهد عددًا من التغييرات الأخرى تشمل دخول المنصة في عالم الإدارة المالية. رغم أن خطوة تغيير العلامة التجارية واجه انتقادات عديدة، ورأت في التغيير إهدارًا لعلامة تجارية ناجحة تم الاستثمار الكثير من الأموال والمجهودات فيها على مدار أكثر من خمسة عشر عامًا، فإنها تبدو متسقة مع طموحات إيلون ماسك للمنصة. فعلى عكس بقية التغييرات السابقة، لم تكن خطوة تغيير العلامات التجارية للمنصة مفاجئة لكثيرين. فمنذ استحواذه على المنصة صرح إيلون ماسك، أن الاستحواذ على “تويتر” هو خطوة لبناء شيء أكبر. ففي تغريدة بعد استلامه إدارة المنصة وبالتحديد يوم 5 أكتوبر 2022، غرد الملياردير الأمريكي أن “شراء تويتر هو تسريع لخلق X، التطبيق الذي يفعل كل شيء”. يطمح إيلون ماسك إلى أن يكون تويتر هو خطوته الأولى لخلق هذا التطبيق، الذي يمكن عن طريقه فعل كل شيء، بداية من كتابة المنشور ونشر الفيديوهات وتبادل الرسائل وإجراء المحادثات الصوتية والمصورة، وليس انتهاءً بإجراء التحويلات المالية عن طريقه. هذه الفكرة نفسها ليس جديدة، بل موجودة بالفعل، ومثالها الأهم هو تطبيق “وي تشات” الصيني، والذي يفعل كل الأشياء السابقة، وهو لذلك تطبيق لا يمكنه الاستغناء عنه في الصين. وقد أشاد إيلون ماسك في وقت سابق بتطبيق “وي تشات”، والذي قال إنه عبارة عن “تويتر” مضاف إليه “باي بال” والعديد من المشروعات الأخرى، قائلًا إن خارج الصين لا يوجد من يفعل ذلك. ويطمح ماسك إلى أن يجعل تويتر، الذي أصبح الآن X، المنصة التي سينطلق منها هذا المشروع، الأمر الذي يفسر غضبه السابق في أثناء عملية الاستحواذ من تضخيم إدارة تويتر في رأيه لعدد مستخدمي المنصة، وتفكيره وقتها في الانسحاب من الصفقة.لهذا لا يمكن النظر إلى تغيير تويتر إلى إكس، على أنه مجرد تغيير للعلامة التجارية، مع استمرار المنصة في فعل نفس الأشياء السابقة، فإيلون ماسك لا يرى في المنصة إلا بداية للمشروع الكبير. ولذلك لا يمكن مقارنة تغيير تويتر إلى إكس، بنفس الطريقة التي ننظر بها إلى تغيير شركة فيسبوك مجموعتها إلى ميتا، أو شركات غوغل المختلفة إلى ألفابيت، ففي هذه الأمثلة كان يتم إنشاء شركة أكبر تحتوي الشركات الأخرى التي ظلت محتفظة بعلامتها التجارية. الأدق هو النظر إلى عملية التغيير أنها البداية الحقيقية لمحاولة إيلون ماسك خلق هذا “التطبيق الخارق”. شارك هذا المقال أضف تعليقك إلغاءلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *التعليقاسمك * E-mail * Web Site احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.