أنت تقرأ الآن:

 أكبر رئيس أمريكي على الإطلاق.. لماذا يتخوف الأمريكان من صحة “بايدن”؟

 أكبر رئيس أمريكي على الإطلاق.. لماذا يتخوف الأمريكان من صحة “بايدن”؟

حين نجح جو بايدن في الانتخابات الأمريكية ليكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، أصبح، وهو البالغ وقتها 77 عامًا، أكبر الرؤساء الأمريكيين سنًّا على الإطلاق.

ولهذا ظلت صحة “بايدن” الذهنية والجسدية موضوعًا مفتوحًا في الشارع الأمريكي. ويبدو أن الشكوك بخصوص صحته تزداد وتيرتها كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية المقبلة. ففي أحد استطلاعات الرأي القريبة قال %68 من الأمريكيين إن “بايدن” لا يتمتع بالصحة العقلية والبدنية المطلوبة لوظيفته. وقال %55 إنهم يراودهم قلق حقيقي حول وضعه الصحي. في مقابل %32 فقط قالوا إنهم غير قلقين بخصوص صحته. 

لا تقتصر المخاوف على خصوم “بايدن” الجمهوريين، فقد كشف استطلاع آخر أن 4 من كل عشرة ناخبين ديمقراطيين لديهم شكوك حول صحته، بينما ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 7 في حالة المستقلين، وإلى 8 من كل عشرة ناخبين ذوي ميول جمهورية.

بالمقارنة كشف الاستطلاع أن نسبة %55 من الأمريكيين قلقون من الصحة العقلية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والبالغ من العمر حاليًّا 77 عامًا.

في انتخابات 2020 الرئاسية ركزت حملة ترامب على التشكيك في صحة “بايدن”، وتقول تقارير صحفية إن الحملة نشرت ما يفوق ألف إعلان تضع صحة “بايدن” وأهليته للرئاسة محل قلق. كانت بعض الإعلانات تظهر في شكل أسئلة للجمهور من نوعية: “هل تظن أن بايدن في الحالة الصحية المناسبة للرئاسة؟”، وهي أسئلة واتهامات كررها دونالد ترامب نفسه في أثناء حملته الانتخابية.

حتى بعد الانتخابات ظل الجمهوريون يشككون في كفاءة “بايدن” الصحية، وفي العام الماضي وقَّع 54 من المشرعين الجمهوريين خطابًا مفتوحًا يعبّرون فيه عن مخاوفهم تجاه تراجع قدرات “بايدن” العقلية. واحد ممن يقودون هذه الحملة الجمهورية هو عضو النواب الجمهوري روني جاسكون، والذي عمل سابقًا طبيبًا في البيت الأبيض في أثناء رئاسة كل من باراك أوباما ودونالد ترامب، حيث جدد مطالبه بضرورة خضوع “بايدن” لاختبار طبي لقدراته العقلية والجسدية، بعد أن أعلن “بايدن” نيته الترشح للانتخابات الأمريكية المقبلة، والتي إذا نجح فيها سيبدأ فترته الثانية في سن 82، وينهيها في سن 86.

تتغذى الشكوك المتزايدة بخصوص صحة “بايدن” على مقاطع مصورة يظهر فيها الرئيس الأمريكي يتلعثم في أثناء الحديث، أو كما حدث مؤخرًا حين تعثر خلال تسليمه شهادات في حفل تخرج بالقوات الجوية الأمريكية، الأمر الذي برره البيت الأبيض بأنه حدث نتيجة وجود كيس رمل على خشبة المسرح، وليس بسبب أي أزمات صحية. وعلقت تقارير صحفية على أن “بايدن” أصبح يستخدم، في أثناء صعود الطائرة، درجًا قصيرًا مكونًا من 14 درجة فقط، بدلًا من السلم التقليدي المكون من 26 درجة، ورأت في ذلك دليلًا على تراجع صحته البدنية. 

وقد علق دونالد ترامب جونيور، ابن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على أحد مقاطع الفيديو التي تُظهر تلعثم “بايدن” في الحديث، بأن بايدن “يجب أن يكون في دار رعاية للمسنين، وليس قائدًا للعالم الحر”.

في بداية هذا الشهر، وبعد أسئلة من الصحفيين حول سبب وجود آثار ضغط على وجه “بايدن”، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي أصبح يستخدم جهازًا لتنظيم التنفس في أثناء النوم للحصول على قدر أكبر من الراحة، وأن الرئيس لا يعاني من أي مشكلة صحية أكثر جدية.

وكان البيت الأبيض نشر، في منتصف شهر فبراير الماضي، تقريرًا مختصرًا من خمس صفحات عن الوضع الصحي للرئيس الأمريكي، حيث أظهر فيه أنه يعاني بعض المشكلات الصحية المعتادة وغير المقلقة، وأنه يتمتع بالنشاط والصحة الجيدة التي تؤهله لممارسة مهامه الرئاسية، ما قوبل وقتها بنقد من جانب الجمهوريين، حيث قال روني جاسكون إنه يجب إنهاء حالة التعمية عن الوضع الصحي الحقيقي للرئيس.

ولا يبدو أن الشكوك بخصوص صحة “بايدن” العقلية والبدنية ستتناقص مهما كانت ردود البيت الأبيض عليها. فالأرجح أنها ستظل في تزايد، وستكون أحد المحاور المتكررة في كل جدالات الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، والتي من المفترض أن تجري في 5 نوفمبر 2024.

شارك هذا المقال

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *

أدخل كلمات البحث الرئيسية واضغط على Enter