سياسة غزة.. كيف تغير كل شيء بعد 7 أكتوبر؟ Nuqta Doc منذ سنة واحدة في السابع من أكتوبر الماضي، شنت حركة حماس هجومًا غير مسبوق على إسرائيل، اقتحم فيه المسلحون مستوطنات تقع في غلاف قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، لترد إسرائيل بقصف جوي انتقامي قتل ما لا يقل عن 4000 شخص حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ومنع المياه والوقود عن القطاع الذي يتعرض الآن للاجتياح البري الإسرائيلي. احتجاز الرهائن الإسرائيليين يهدف إلى الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح نحو 4500 فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية قبل بدء الأحداث، وقد وصل عددهم حاليًا إلى 10,000، حسبما طالبت حركة حماس. ومع ازدياد حدة القصف الإسرائيلي على غزة في الأسابيع اللاحقة للهجوم، حذرت الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين من أن الوقت ينفد لإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر. وقالت منظمة الأونروا إن الوصول إلى المياه النظيفة محدود للغاية وأن “المخاوف بشأن الجفاف والأمراض المنقولة بالمياه مرتفعة”، فضلاً عن نقص الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. أولى الشاحنات المحملة بالمساعدات عبرت إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر السبت 21 أكتوبر، حيث وافقت إسرائيل على السماح لنحو 20 شاحنة تحمل الغذاء والماء والأدوية بالدخول إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي بعد أن اشترطت مصر وقف إطلاق النار أثناء دخول المساعدات. إسرائيل من جانبها قالت إنها لن تنهي الحصار حتى تفرج حماس عن الرهائن. وبالفعل أطلقت حماس يوم الجمعة 20 أكتوبر سراح اثنين من الرهائن الأمريكيين، وهما أول رهينتين يتم إطلاق سراحهما منذ أن هاجم المسلحون إسرائيل في 7 أكتوبر. الهجمات الإسرائيلية لم تفرق بين مستشفى أو دار عبادة، حيث قتلت غارات إسرائيلية 18 مسيحيًا فلسطينيًا في مجمع كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة مساء الخميس 19 أكتوبر. وذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 471 شخصاً في غارة استهدفت المستشفى الأهلي المعمداني ادعى الجيش الإسرائيلي إن صاروخ فاشل من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية هو ما تسبب في الحادث. ومع نفي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مسؤوليتها، أطلق الهجوم شرارة التظاهرات المنددة في جميع أنحاء العالم دعمًا لفلسطين، والمطالبة بوقف إطلاق النار، والإسراع بإقامة الدولة الفلسطينية. وأدان الزعماء العرب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع، مطالبين باستئناف الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط بعد عقود من الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية. وأكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رفض المملكة للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة، مشددًا على أهمية بذل كل الجهود الممكنة لخفض التصعيد في غزة، واستهداف المدنيين والبنية التحتية، ومنع انتشار العنف وتجنب تداعياته الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم. العاهل الأردني الملك عبد الله كذلك ندد بالصمت العالمي تجاه الهجمات الإسرائيلية على القطاع قائًلا إن الرسالة التي يسمعها العالم العربي هي أن حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين. وأعرب عن غضبه وحزنه إزاء أعمال العنف التي تشن ضد المدنيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية. في حين شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رفض أي مخطط غير معلن للتهجير القسري للفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، مؤكدًا خلال قمة عربية طارئة في القاهرة، أن الحل الوحيد المقبول هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك تزامنًا مع دخول أول قافلة مساعدات إلى غزة من معبر رفح، بعد أسبوعين من الحرب. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة تقديم الدعم المالي والعسكري لإسرائيل، مؤكدة أن إسرائيل لها الحق “في الدفاع عن نفسها”، تعهد الجيش الإسرائيلي بتكثيف الغارات الجوية على غزة محذرًا الفلسطينيين الذين ما زالوا في شمال القطاع من الفرار جنوبًا. ونقل موقع بي بي سي عن متحدث عسكري إسرائيلي إن هذا سيسمح لإسرائيل “بتقليل المخاطر التي تتعرض لها القوات الإسرائيلية في المراحل التالية من الحرب”، خصوصًا مع بدء الاجتياح البري، فضلًا عن استهداف الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية المحتلة أيضًا. يعد هدف إسرائيل المعلن هو تدمير حركة حماس، وإنقاذ الرهائن الذين أسرتهم عندما هاجمت إسرائيل. هذا في حال لم تتصاعد الاشتباكات الطفيفة مع قوات حزب الله في جنوب لبنان إلى ما هو أبعد من ذلك. وحشد الجيش الإسرائيلي بدوره عشرات الآلاف من جنوده على حدود غزة، واستدعى حوالي 300 ألف جندي احتياطي إلى جانب قوته الدائمة البالغة 160 ألف جندي. وتتوقع التقارير أن تكون أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل هي متاهة حماس الواسعة من الأنفاق تحت الأرض تحت غزة، والتي يفترض أنها تحتوي على مخابئ للقادة ومراكز القيادة، وربما بعض الرهائن قد يكونون محتجزين فيها. حركة حماس تحكم قطاع غزة بعد الفوز بالانتخابات الفلسطينية في عام 2006، والإطاحة بحركة فتح المنافسة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس ومقرها الضفة الغربية، وتم تصنيفها كجماعة إرهابية من قبل المملكة المتحدة والعديد من الدول الأخرى، إلا أن روسيا والصين رفضتا إدانة حماس بعد 7 أكتوبر، وتقولان إنهما تحافظان على اتصالات مع طرفي الصراع، وقد ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم على السياسة الأمريكية في غياب السلام في الشرق الأوسط. شارك هذا المقال أضف تعليقك إلغاءلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *التعليقاسمك * E-mail * Web Site احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.