أنت تقرأ الآن:

في حرب غزة.. لماذا تقف روسيا في وجه الولايات المتحدة؟

في حرب غزة.. لماذا تقف روسيا في وجه الولايات المتحدة؟

بعد ما يقرب من عام ونصف على بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، يعتبر البعض أن روسيا أتتها حرب غزة، لتعطيها الفرصة لتثبت للعالم ازدواجية الدبلوماسية الغربية. 

فقد قال دبلوماسي غربي لصحيفة فايننشال تايمز، “ما قلناه بخصوص أوكرانيا ، يجب تطبيقه على غزة، وإلا فقدنا مصداقيتنا”، كما نقلت الصحيفة عن عدد الدبلوماسيين الأمريكان، خوفهم من أن استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن في دعم إسرائيل، ستجعل أمريكا تفقد دول الجنوب، خاصة في الدول العربية، الذين يرون أن الدول الغربية لم تحاسب إسرائيل أبدا. ونقلت الصحيفة كذلك قول مسئول عربي للدبلوماسيين الغربيين أنه “إذا كان قطع المياه والغذاء والكهرباء في أوكرانيا جريمة العرب، فإنه يجب عليكم قول ذلك أيضًا بالنسبة لغزة”.

مجلس الأمن

أما على الصعيد الرسمي، فقد تبينت الخطوط الفاصلة بين الولايات المتحدة، و غريمتها روسيا، ففي الخامس والعشرين من أكتوبر الجاري، فشل مجلس الأمن في تبني مشروع أمريكي يؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها و يندد بهجوم بحماس، بعد استخدام كلا من روسيا والصين حق الفيتو. وفي المقابل، أفشل الفيتو الأمريكي، مشروع قرار روسي يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ويدعو لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

بعد هذا الفشل الأمريكي الروسي المتبادل، وفي يوم الخميس، السادس والعشرين من أكتوبر، قام وفد من حركة حماس، بقيادة موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، بزيارة إلى موسكو، حيث التقى الوفد بنائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، حيث تمت، بحسب وزارة الخارجية الروسي، منافشة القضايا المتعلقة بإجلاء المواطنين الروس والأجانب من غزة، كما دعت روسيا خلال الاجتماع إلى الإفراج الفوري عن الرهائن الأجانب في غزة. خاصة وقد أعلنت السفارة الروسية في إسرائيل، أن ثلاثة من الرهائن الإسرائيلين في غزة، يحملون الجنسية الروسية.

وبحسب الوزارة، فقد أكدت روسيا موقفها بخصوص حق الفلسطينيين في إنشاء دولة ذات سيادة داخل حدود عام 1967″.

زيارة وفد حماس إلى موسكو، بدا مفاجئًا للإسرائيليين، حيث أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا في نفس يوم الزيارة، طالبت فيه روسيا بطرد ممثلين حماس من موسكو، ووصف البيان دعوة روسيا مسئولي حماس للزيارة ب”الخطوة الفاحشة” التي تدعم الإرهاب وتعطي شرعية للفظائع التي ترتكبها حماس، بحسب الخارجية الإسرائيلية.

في المقابل، رد المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا “ترى أنه من الضروري استمرار التواصل مع كل الأطراف”.

رغم أن روسيا تتمتع بصلات قوية في المنطقة مع بعض الدول المعادية لإسرائيل،مع سوريا وإيران، إلا أن لها كذلك صلات تاريخية وثيقة مع إسرائيل، وهي الصلات التي جعلت إسرائيل تبتعد عن الغرب في دعم أوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية، سواء بفرض عقوبات على روسيا أو بإرسال السلاح إلى أوكرانيا.

لكن روسيا لا تقف وحيدة في موقفها من الحرب، ففي جوارها ، خصمة أمريكا الأخرى، الصين، التي مثلها مثل روسيا استخدمت حق الفيتو لرفض مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن لدعم إسرائيل. وقد صرح المبعوث الصيني للشرق الأوسط، بعد لقاء جمعه بنظيره الروسي في الدوحة، أن بلاده مستعدة للعب دور إيجابي في استئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية من أجل تنفيذ حقيقي لحل الدولتين. وأضاف المسؤول الصيني أن “السبب الرئيسي في الأحداث الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هو عدم ضمانة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني”.

أوكرانيا

ويرى مراقبون أن الحرب في غزة، لن تساعد روسيا فقط في تبيان ازدواجية المعايير الغربية، بل ربما تساعدها أيضًا في تشتيت الأنظار عن الحرب في أوكرانيا، حيث طرحت الحرب في غزة أسئلة حول مدى قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على دعم حربين في الوقت نفسه، وبنفس الكفاءة. وكان الرئيس الأمريكي قد طلب من الكونجرس الأمريكي، في الحادي والعشرين من أكتوبر الجاري، الموافقة على حزمة مساعدات مالية تقدر ب106 مليار دولار من أجل الأمن الأمريكي، تشميل حوالي ستين مليار دولار لدعم أوكرانيا و14 مليار دولار لدعم إسرائيلي، إلا أن طلبه لم يتم الاستجابة له حتى اللحظة من الكونجرس الأمريكي.

التوتر من انشغال الغرب بحرب غزة ونسيان أوكرانيا، ظهر في حديث الرئيس الأوكراني، إذ صرح في اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي أنه “من واجبنا منع اندلاع قتال دولي أوسع في الشرق الأوسط، أعداء الحرية مستفيديون جدا من جر العالم الحر إلى جبهة ثانية…كلما أسرعنا بتحقيق الأمن في الشرق الأوسط، كلما أسرعنا بتحقيق الأمن هنا في أوروبا”. بل وزاد الرئيس الأوكراني في تصريح آخر أنه يرى أن “روسيا تدعم بشكل أو آخر، العمليات التي تقوم بها حماس”. كما صرح رئيس الوزراء البلجيكي قائلًا إن “من الواضح أن الحرب في الشرق الأوسط، قد حجبت ما يحدث في أوكرانيا”.

وكانت أوكرانيا ضد شنت في يونيو الماضي، هجومًا مضادًا واسعًا ضد القوات الروسية، بهدف استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، إلا أن هذا الهجوم لم يحرز أي تقدم واسع حتى اللحظة.

شارك هذا المقال

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *

أدخل كلمات البحث الرئيسية واضغط على Enter