سياسة الصراع الأصفر.. كيف يسعى خفر السواحل الصيني إلى السيطرة على البحر الجنوبي؟ Nuqta Doc منذ 10 أشهر تعكف الصين حاليًّا على توسيع قاعدتها البحرية في بحر الصين الجنوبي، ما يعطى أسطولها مزيدًا من النفوذ في ممر مائي استراتيجي متنازع عليه من قبل خمس دول أخرى وتراقبه واشنطن عن كثب. وتزداد يوميًّا فرص تحول بحر الصين الجنوبي إلى أحد أكبر بؤر التوتر في العالم، خصوصًا مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين. فمن ناحية، يعد الوصول إلى هذه المياه أمرًا أساسيًَّا للدفاع عن تايوان في وقت اشتدت فيه مطالبات الصين بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي. ومن جهة أخرى، تستضيف الممرات المائية أيضًا 5 تريليونات دولار من التجارة العالمية كل عام، ما يثير مخاوف من أن وجود بكين المتزايد قد يقيد التجارة. وتدّعي بكين أن نحو %90 من مساحة بحر الصين الجنوبي البالغة 3.5 ملايين كيلومتر مربع تابعة لها، وهو ادعاء يستند إلى ما تقول إنه سجلات تاريخية. واستخدمت الصين تفوقها التكنولوجي والعسكري على المطالبين الآخرين لاحتلال بعض الجزر في المنطقة. بينما تطعن بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام في بعض أو كل مطالبات الصين بالبحر، بسبب الثروة السمكية والنفطية وثروة الغاز. ويعد بحر الصين الجنوبي منطقة استراتيجية هامة تمتد بين الصين وعدة دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي وتايوان، وهي غنية بالموارد الطبيعية وتحظى بأهمية اقتصادية وجيوسياسية كبيرة. وفي السنوات الأخيرة، شهدنا ازديادًا في نفوذ خفر السواحل الصيني في هذا المنطقة، حيث تعزز حضوره العسكري ليثير القلق والتوترات في المنطقة وعلى مستوى العالم. ازدياد نفوذ خفر السواحل الصيني في بحر الصين الجنوبي يزيد التوترات في المنطقة. فعمليات الدعم البحري الصيني المكثفة تمثل تهديدًا للنشاط الاقتصادي والأمني للدول الأخرى في المنطقة، ما يؤدي إلى تصاعد التوترات وحدوث صدامات بحرية. وفي الأعوام الماضية، أغرق خفر السواحل الصيني عددًا من قوارب الصيد والسفن التابعة لكل من فيتنام وماليزيا، وبالرغم من أن إندونيسيا لا تطالب بأي جزر متنازع عليها، إلا أن سفينة تابعة لخفر السواحل الصينية طاردت إحدى السفن التابعة لها من أقصى جنوب بحر الصين الجنوبي، وقدمت إندونيسيا وفيتنام مذكرات إلى الأمم المتحدة بشأن الحوادث، لكن واصلت الصين إجراء تدريبات عسكرية في البحر الجنوبي. وعلى مدار الأعوام الثلاثة السابقة، وسّعت البحرية الصينية قاعدة يولين البحرية في جزيرة هاينان من منشأة غواصة تقليدية إلى خليج ترسو فيه غواصات نووية، وذلك حسبما ذكرت قاعدة بيانات الأخبار العسكرية “GlobalSecurity”. وقالت إن هناك أربع منصات للغواصات، يبلغ طول كل منها 229 مترًا ، يمكن أن تستوعب 16 غواصة. ويقول الموقع ومحللون آخرون إنه من المتوقع أيضًا أن تتمركز حاملات الطائرات ومعدات الاستشعار عن بُعد في يولين أو بالقرب منها. يعتقد المحللون أن توسيع القاعدة يزيد وصول الصين إلى بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، حيث يتحرك خفر السواحل والبحرية الصينية بالفعل عبر المياه التي تطالب بها دول أخرى تطل عليه. وتضع السفن بالقرب من الجزر الصغيرة التي تسيطر عليها الصين، حيث يمكن للبحرية إجراء التدريبات ومراقبة تحركات الدول الأخرى، بل عرقلة نشاطاتهم التجارية، وذلك على الرغم من صعوبة وضع السفن بشكل دائم على الجزر الصغيرة بسبب ارتفاع الأمواج وبُعد المسافة عن البر الصيني الرئيس. لا تدّعي واشنطن أي مطالبة في بحر الصين الجنوبي، لكنها تتطلع إلى جنوب شرق آسيا وتايوان للمساعدة في وقف التوسع العسكري الصيني في جميع أنحاء آسيا. وتسيطر الصين على 130 جزيرة على بُعد 340 كيلومترًا جنوب شرق مقاطعة هاينان، حيث يوجد على بعضها مطارات عسكرية، في حين تنتمي قاعدة يولين البحرية، وهي أيضًا موطن لأسطول مدمرات، إلى مركز قيادة بحري جنوبي أوسع تأسس في عام 1951. وتشير التقارير إلى أن متوسط عمق قاع بحر الصين الجنوبي قبالة قاعدة يولين البحرية يبلغ 1000 متر، وهو مثالي لحركة الغواصات، حيث يمكن للغواصات النووية السفر أسرع من الغواصات التقليدية. الصين تجاهلت حكمًا أصدرته محكمة تحكيم دولية يقضي بأن مطالبتها ببحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبًا لا أساس لها من الصحة. وبدلاً من ذلك، قامت ببناء جزر اصطناعية فوق الشعاب المرجانية، ودوريات مكثفة، ومؤخراً أضاءت أشعة الليزر على السفن الفلبينية لإعاقة رؤيتها. وفي أبريل الماضي كانت الولايات المتحدة والفلبين في الأيام الأخيرة من أكبر مناوراتهما البحرية على الإطلاق. جاء ذلك في أعقاب وصول الولايات المتحدة إلى القواعد العسكرية الفلبينية الرئيسة، والتي يواجه عدد منها تايوان، فاتهمت بكين الفلبين بالتدخل في المياه الصينية، وقطعت الطريق على سفينة مالاباسكوا الفلبينية، ما أجبر طاقمها على إيقاف محركها لتجنب الاصطدام. وبعد مواجهة استمرت 30 دقيقة، ابتعدت السفن الفلبينية ولم تتمكن من القيام بدوريات قرب إحدى الجزر المتنازَع عليها، والتي تحتلها مانيلا من خلال وقوف سفينة بحرية متهالكة. ويعتبر بحر الصين الجنوبي مصدرًا رئيسًا للغاز والنفط والموارد البحرية الأخرى. ونظرًا إلى الحاجة المتزايدة للموارد الطبيعية في الصين، فإنها تعمل على تعزيز حضورها في المنطقة لتأمين مصادر الطاقة والموارد البحرية الحيوية وتعزيز اقتصادها بشتى السبل. شارك هذا المقال أضف تعليقك إلغاءلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *التعليقاسمك * E-mail * Web Site احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.