أنت تقرأ الآن:

نجوم خارج الملعب: كيف توازن بين الجد واللعب على طريقة أفضل لاعبي العالم؟

نجوم خارج الملعب: كيف توازن بين الجد واللعب على طريقة أفضل لاعبي العالم؟

بسمة صبحي

يتمتع بعض نجوم كرة القدم بذكاء حاد وطموحات لا حصر لها، ليس فقط داخل الملاعب الخضراء، لكن خارجها أيضًا. لذلك تجدهم يدرسون بجانب عملهم حتى يكون كل منهم مستعدًّا بشكل جيد للبدء في عمل جديد عقب اعتزاله اللعبة الشعبية الأولى في العالم، بل والعمل في مجال آخر في أثناء خوضهم معارك كرة القدم.

فكثيرون يحاولون دراسة علم التدريب من أجل الاتجاه للعمل في هذا المجال بعد إعلان اعتزالهم اللعبة، لكن هناك بعض اللاعبين الذين يرغبون في خوض مغامرة أخرى خارج نطاق كرة القدم والاستمتاع بحياتهم بعيدًا عن الضغط العصبي الناتج عن العمل في هذا المجال مجددًا.

من بين هؤلاء لاعبون حققوا نجاحات مبهرة في مجالات مختلفة، كالأعمال أو الدراسة الجامعية، وحتى في الطب. هؤلاء مجموعة من أشهر اللاعبين المعروفين بتفوقهم في الملعب وخارجه.

بيكيه: قلب دفاع ورجل أعمال

ومن هؤلاء نجم نادي برشلونة الإسباني “جيرارد بيكيه” الذي أصبح في فترة قصيرة رجل أعمال شهيرًا نتيجة ذكائه الكبير واهتمامه بتثقيف نفسه وتعلم أشياء جديدة بشكل دائم.

ورغم انشغال “بيكيه” الشديد في مبارياته مع البرسا أو مع المنتخب الإسباني قبل اعتزاله للعب الدولي، فقد استطاع أن يدرس إدارة الأعمال، ويحصل على درجة الماجستير من جامعة هارفارد الأمريكية الشهيرة، حيث درس عن بُعد، ثم حضر الامتحانات بنفسه في الجامعة.

ولم يكتف “بيكيه” بالدراسة، بل بدأ بالفعل في بناء إمبراطورية استثمارية ضخمة. فلديه شركة لألعاب الفيديو وماركة للنظارات الشمسية ومكتب للمزايدات الرياضية وشركة عقارات كبيرة وشركة أخرى تملك حقوق بث منافسات بطولة كأس ديفيز للتنس، وهي بطولة عريقة في تاريخ تلك اللعبة.

كل هذا بجانب امتلاك “بيكيه” شركة كوسموس القابضة التي تستحوذ على غالبية أسهم نادي أندورا، وقد أصبح مالكًا لهذا النادي الذي كان يلعب في دوري الدرجة الخامسة، وبفضل النجم الإسباني قفز إلى دوري الدرجة الثالثة.

اشترى “بيكيه” منذ فترة ناديًا آخر يدعى “جيمانتش”، ومن المُنتظر أن يستخدم هذا النادي كأكاديمية كرة قدم لإعداد وتطوير الناشئين.

ووفقاً لتقارير صحفية إسبانية العام الماضي، فقد تم تقدير ثروة جيرارد بيكيه بنحو 75 مليون يورو، ومن المتوقع أن تتزايد بشكل كبير خلال الأعوام القليلة القادمة.

ليفاندوفسكي: ماكينة داخل الملعب وخارجه

يحرز النجم البولندي “روبرت ليفاندوفسكي”، مهاجم نادي بايرن ميونخ الألماني، الكثير من الأهداف مع فريقه ومنتخب بلاده. فكلما شارك في مباراة ما تجد ماكينة أهدافه تعمل بكفاءة عالية، ما جعله ينال غالبية الجوائز المتعلقة بكرة القدم خلال العام الماضي والحالي أيضًا.

على سبيل المثال، فاز خلال العام الماضي بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، ولاعب العام في ألمانيا، وتُوج بلقب هداف بطولة الدوري الألماني بـ34 هدفًا، وبطولة دوري أبطال أوروبا بـ15 هدفًا، وكأس ألمانيا بـ6 أهداف، بخلاف حصوله على الخماسية التاريخية مع ناديه بايرن ميونخ.

ولكن نجاحات ليفاندوفسكي لا تتوقف عند حدود كرة القدم. فقد حصل عام 2017 على بكالوريوس في التربية البدنية والرياضة، وكان مشروع تخرجه يتعلق بخبرته الشخصية كلاعب كرة قدم منذ بداياته في قطاع الناشئين حتى وصل إلى هذه المكانة العظيمة في عالم الساحرة المستديرة.

واستمر ليفاندوفسكي في دراسته حتى حصل عام 2020 على درجة الماجستير في التربية الرياضية من المدرسة العليا للتربية في الرياضة ببولندا.

كيليني الذي يعشق الكفاح حتى النهاية

النجم الإيطالي “جورجيو كيليني” أحد أهم المدافعين وأفضلهم في العالم. فهو لديه مسيرة مميزة في كرة القدم، وما زال يقدم مزيدًا من الإبداع داخل ملاعب الساحرة المستديرة، لكن لديه طموحات كبيرة يتمنى تحقيقها عقب الاعتزال، لذلك قرر “كيليني” أن يدرس الاقتصاد والتجارة، وقد حصل على البكالوريوس بتقدير 109 درجات قبل أن يتمكن من الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تورينو الإيطالية.

وقد قال كيليني بعد حصوله على درجة الماجستير: “حتى النهاية.. عبارة ترافقني دائمًا في الملاعب.. لكن في سنوات دراستي الأخيرة كانت حاضرة معي وحفزتني على النجاح بشكل كبير.. أنا سعيد بهذا النجاح”.

وقال عنه “فالتر كارينو”، أحد الأساتذة الكبار بجامعة تورينو: “كيليني يمتلك خصال الطالب المثابر.. لقد استفاد من نظام يُخول للموظفين والعاملين في مختلف القطاعات التعلم والدارسة عن بعد دون الحضور إلى الجامعة”.

سقراط طبيب الأطفال وفيلسوف الملاعب

عام 1974 ظهر على الساحة الكروية لاعب برازيلي رائع يدعى “سقراط برازيليرو”، ولقب بفيلسوف الملاعب، وأسطورة السامبا العظيم بيليه اختاره ضمن قائمته لأفضل 100 لاعب كرة القدم في القرن العشرين لموهبته الكبيرة. فسقراط كان يتمتع بمهارات عالية للغاية، وهو من أعظم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ الذين كانوا قادرين على لعب الكرة بكعب القدم.

ولم يكن سقراط ناجحًا في عالم الساحرة المستديرة فقط، بل كان ناجحًا للغاية في دراسته، وتمكن في أثناء مسيرته الكروية من الحصول على دبلوم طب الأطفال عام 1979، وعقب اعتزاله للعبة عام 1989 بدأ ممارسة مهنة الطب، ثم حصل على دكتوراه إضافية.

وصدق النجم الإيطالي الرائع “باولو روسي” عندما قال عنه: “في زمننا كنا نراه من زمن آخر”.

فان در سار من حماية الشباك إلى التسويق والإدارة

أدوين فان در سار اسم عظيم في سجلات حراسة المرمى في العالم. فالحارس الهولندي الكبير بدأ مسيرته الحقيقية من بوابة نادي أياكس أمستردام الذي فاز معه بكثير من الألقاب، كان أهمها على الأطلاق لقب دوري أبطال أوروبا عام 1995.

وقد تألق “فان در سار” في صفوف ناديي يوفنتوس الإيطالي، ثم فولهام الإنجليزي، قبل أن يصبح في ما بعد أحد أساطير نادي مانشستر يونايتد الذي تُوج معه بلقب دوري أبطال أوروبا مرة أخرى، وذلك عام 2008. وشارك مع المنتخب الهولندي في بطولة كأس العالم وبطولة الأمم الأوروبية.

ويحتاج مشوار فان در سار الكروي إلى كثير من الكتابة لنستطيع شرحه بشكل كافٍ ولائق، لكننا سنتحدث الآن عن حارس المرمى الذي كان يتطلع للمستقبل ويخطط له بقوة في أثناء وجوده داخل الملاعب الخضراء. لذلك استطاع الهولندي الحصول على بكالوريوس في الإدارة الرياضية قبل أن يحصل على درجة الماجستير في نفس المجال.

وبمجرد اعتزاله كرة القدم عمل فان در سار مديرًا تسوقيًّا لنادي أياكس أمستردام، وهو حاليًّا يتولى منصب المدير العام للنادي الهولندي، حيث استغل هذا الرجل المثقف وقته جيدًا لينتقل في سنوات قليلة من كونه حارس مرمى يحمي شباكه من الأهداف إلى شخص يتقلد مناصب مهمة في مجالي التسويق والإدارة الرياضية بفضل دراسته الجادة ونجاحه المبهر. 

نجوم آخرون

هناك نجوم آخرون في عالم كرة القدم كانت لديهم القدرة على النجاح في المجال الرياضي والمجال الدراسي في نفس الوقت، ومنهم النجم البلجيكي فينسنت كومباني الذي يملك شهادة في إدارة الأعمال، وأضاف إليها درجة الماجستير الذي كان موضوعه يتعلق بصناعة كرة القدم وكيفية استفادة الأندية منها.

في حين أن النجم الإسباني خوان ماتا حصل على بكالوريوس العلوم الرياضية والماليات من جامعة كاميلو خوسيه سيلا في مدينة مدريد، أما النجم الروسي أندري أرشافين، فقد اختار مجالًا غريبًا بعض الشيء من أجل خوض الدراسة فيه، حيث نجح في الحصول على ماجستير في تصميم الأزياء. 

من المؤكد أن حياة نجوم كرة القدم مليئة بالتدريبات والمباريات القوية التي تشبه المعارك، هذا بخلاف الضغوط النفسية والإصابات العنيفة التي يتعرضون لها، ومع ذلك هناك عدد من اللاعبين الذين لم يمنعهم أي شيء عن تحقيق أحلامهم والتقدم بخطوات قوية نحو النجاح.

وأنت أيضًا يمكنك أن تفعل ذلك بسهولة عن طريق توفير وقت لدراستك بجانب عملك أو العكس، ووضع أهداف محددة ترغب في تحقيقها مستقبلًا، ولكن عليك أن تتمسك بأحلامك حتى تستطيع تحقيقها في نهاية الأمر، فلا تقف مقيدًا، بل أكسر قيودك وحوّلها إلى أدوات تساعدك على إنجاز ما تحب.

شارك هذا المقال

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *

أدخل كلمات البحث الرئيسية واضغط على Enter