سياسة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. من هم المرشحون الأبرز؟ Nuqta Doc منذ سنة واحدة كالعادة، وقبل عام كامل من موعدها، تجتذب الانتخابات الرئاسية الأمريكية زخمًا سيظل مستمرًا حتى موعد إجرائها في 5 نوفمبر 2024. في هذه المرحلة المبكرة من الانتخابات، تسيطر على المشهد المناظرات الحزبية الداخلية بين المترشحين للرئاسة عن كل من الحزبين الكبيرين، الجمهوري، والديمقراطي. ومن المفترض بعد انتهاء العملية الانتخابية، أن يستلم الفائز بالرئاسة، منصبه في 20 يناير 2025. حتى الآن تبدو الانتخابات المقبلة، كأنها إعادة للانتخابات السابقة، فالمرشحَيْن الأساسيَّيْن عن كل حزب، هما الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وفي آخر استطلاع للرأى تساوت حظوظ الطرفين بنسبة %46 لكل منهما. لا ينفي هذا وجود عدد من المتنافسين على بطاقة الترشيح في كل الحزب. الحزب الديموقراطي على مستوى الحزب الديموقراطي، العامل الأبرز الذي يقف ضد فرص جو بايدن، هو تقدمه في العمر. فالرجل الذي أصبح أكبر رئيس أمريكي يتولى المنصب عام 2020، في سن الـ78، أعلن ترشحه للرئاسة، حيث سيبلغ عمره حال فوزه 82 عامًا، وفي حالة فوزه سيبلغ عمره بعد انتهاء المدة الثانية 86. التقدم في العمر من الانتقادات الرئيسة التي يوجّهها خصوم “بايدن” له، بجوار تشكيك دائم في قدراته الجسدية والصحية على القيام بالمهام الرئاسية، الانتقادات التي بدأت منذ حملته السابقة الرئاسة، ولا شك أنها ستظل تلاحقه في حملته الحالية. لكن ما يزيد حظوظ “بادين” في نيل بطاقة الترشح عن الحزب الديموقراطي، هو إعلان غريمه السابق، السيناتور بيرني ساندرز في أبريل الماضي، عدم دخوله معترك الانتخابات الرئاسية القادمة، قائلًا إن المهم بقاء الديموقراطيين موحّدين لمواجهة دونالد ترامب أو أي يميني آخر في الانتخابات القادمة من أجل الحفاظ على الديموقراطية الأمريكية. وفي لقاء قريب عبّر “ساندرز” عن ثقته في حظوظ “بايدين” للفوز بمدة ثانية، متوقعًا أن “بايدن”، ليس فقط سيفوز ببطاقة الترشيح عن الديموقراطيين، ولكنه أيضًا سيحرز انتصارًا قويًّا في الانتخابات الرئاسية حال اعتماده على برنامج انتخابي تقدمي. بعد إعلان “ساندرز” عدم دخوله السباق، أصبح السياسي والمحامي البارز روبرت إف كينيدي جونيور، 69 عامًا، المنافس الأساسي لجو بايدن على بطاقة الترشيح. وهو ابن أخو الرئيس الأمريكي الأسبق الديموقراطي جون كيندي الذي تم اغتياله عام 1963، ووالده روبرت كيندي كان عضوا عن الحزب الديموقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي ونائبًا عامًّا للولايات المتحدة، وهو أيضًا تم اغتياله كأخيه عام 1968. يشتهر روبرت كينيدي جونيور بموقعه المتشكك في اللقاحات، وتنبيه لنظريات ترى في اللقاحات السبب في عدد من الأمراض، كذلك اشتهر كمحام بيئي في مساهمته في تنظيف نهر هودسون. بجوار جو بايدن وروبرت كينيدي جونيور، هناك الكاتبة كانت ماريان ويليامسون، البالغة من العمر 70 عامًا، واشتهرت بكتاباتها التي حققت كثيرًا من المبيعات، كذلك دخلت السباق الرئاسي داخل الحزب الديموقراطي في انتخابات 2020. لكن استطلاعات الرأي تقول بوضوح أن “بايدن” يظل حتى اللحظة المرشح الديموقراطي الأبرز، حيث قالت الاستطلاعات أن فرصه في الفوز ببطاقة الترشيح تصل إلى نسبة %63 بينما لا لم يحرز روبرت كينيدي جونيور في هذه الاستطلاعات سوى نسبة %13. الحزب الجمهوري على الجانب الجمهوري المشهد أكثر تنوعًا، رغم تقدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، 77 عامًا، بكثير عن منافسيه، حيث حصل في استطلاعات الرأي على أكثر من %50 من الأصوات. ورغم تصدره لاستطلاعات الرأي، فإن الشكوك تحوم حول فرصه في الترشح والفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، نظرًا إلى عدد من القضايا التي يحاكم فيها أمام المحاكم الأمريكية، حيث لم ينس كثيرون له، رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية السابقة التي خسر فيها أمام الرئيس الحالي جو بايدن، وما تلا ذلك من حادث اقتحام الكونجرس الأمريكي في السادس من يناير عام 2021. بحسب استطلاعات الرأي، فالمنافس الأبرز لترامب، هو حاكم فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس، 44 عاماً، والذي حصل في استطلاعات الرأي الأخيرة على %14 من الأصوات. بجوار دي سانتيس، هناك مايك بنس، نائب الرئيس دونالد ترامب السابق، والذي فاز معه في انتخابات عام 2016، ورغم محاولة “بنس” الابتعاد عن ظل “ترامب” منذ حادثة اقتحام الكونغرس في الأيام الأخيرة لكل منهما في البيت الأبيض، فإن فرصه تبدو ضئيلة جدًّا حيث لم يحرز في استطلاع الرأي إلا نسبة %4 فقط. لكن “بنس” ليس المرشح الجمهوري الوحيد الذي شارك في إدارة “ترامب”، فضمن المنافسين على بطاقة الترشح الجمهوري، “نيكي هايلي” الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية، البالغة 51 عامًا، والتي شغلت منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في أثناء فترة “ترامب”، ومثل مايك بنس، نأت “هايلي” بنفسها عن “ترامب” منذ أحداث الكونغرس، لكنها أيضًا مثل “بنس” لا تبدو فرصها واعدة في الفوز ببطاقة الترشح، حيث لم تنل سوى %6 من الأصوات في استطلاعات الرأي. أخيرًا وليس آخرًا، هناك المرشح الجمهوري الشاب فيفك راماسوامي، 38 عامًا، رجل الأعمال الثري، وهو على عكس غالبية منافسيه، لم يترشح لأي منصب رسمي، كما لم يتولَّ أي منصب عام، في حياته. لكنه حقق مفاجأة في أثناء المناظرات الرئاسية، حيث تمكن من لفت أنظار الجمهوريين إليه، رغم تلقيه كثيرًا من الهجوم من المنافسين، حيث وصفه مايك بنس، بعديم الخبرة، كما اتهمته نيكي هايلي أنه سيجعل أمريكا أقل أمانًا، لعدم خبرته في السياسة الخارجية. هذا الهجوم، بجوار قدراته الخطابية ساهم في رفع أسهمه داخل الحزب الجمهوري، وجعله ثالث أكبر المتنافسين حظوظًا، بعد كل من “ترامب” و”دي سانتيس”، حيث حصل على حوالي %9 من الأصوات. رغم قلة حظوظ منافسي “ترامب” حتى الآن، فإن الأمر ليس محسومًا، خصوصًا إذا أسفرت الملاحقات القضائية التي يواجهها “ترامب”، عن خروجه من السباق الرئاسي، حينها ستكون لكل من “ديسانتيس” و”فيفك” و”نيكي هايلي”، فرص أكبر في نيل بطاقة الترشح الجمهوري. شارك هذا المقال أضف تعليقك إلغاءلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *التعليقاسمك * E-mail * Web Site احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.