أنت تقرأ الآن:

حرب الكريبتو.. كيف تبني داعش مملكة في عالم العملات المشفرّة؟

حرب الكريبتو.. كيف تبني داعش مملكة في عالم العملات المشفرّة؟

في ديسمبر الماضي، اتهمت المحكمة الفيدرالية في بروكلين عددًا من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية بالتآمر لتقديم دعم ماديٍّ لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، حيث تبنَّت الشبكة عملية تمويل جماعي عن طريق العملات المشفرة، ومحافظ بيتكوين، وGoFundMe، وPayPal لجمع أموال لدعم داعش.

وفيما بعد سلّطت عدة تقارير الضوء على الاستخدام المتصاعد للعملات المشفرة على يد الشركات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) في جميع أنحاء آسيا، حيث ربطت اتصالات مهمة على السلسلة بين هذه المجموعات وحملات جمع التبرعات المؤيدة لداعش في سوريا.

وأشار التقرير إلى أن هناك “أدلة متزايدة” في السنة الأخيرة على أن الشبكات المؤيدة لداعش في طاجيكستان وإندونيسيا وأفغانستان استخدمت العملات المشفرة للمساعدة في تسهيل العمليات. وعليه فقد زاد عدد الأفراد الذين يستخدمون البورصات الإندونيسية لإرسال الأموال إلى العناوين المرتبطة بحملات جمع التبرعات المؤيدة لداعش في سوريا، حيث تم إرسال أكثر من 517000 دولار أمريكي عام 2022 على يد أفراد باستخدام بورصة مقرها إندونيسيا إلى العناوين التي حددتها “TRM Labs” على أنها تابعة لحملات جمع التبرعات المؤيدة لداعش في سوريا والبورصات المحلية التي تسهل أنشطتهم.

وأوضحت “TRM” أن حملات جمع التبرعات زعمت أن الأموال كان يتم استخدامها للدعم والمساعدة في تحرير عائلات داعش المحتجزة في المخيمات السورية، وأن جميع التحويلات تم إجراؤها باستخدام “USDT” على شبكة “Tron” بزيادات قدرها 10000 دولار.

ويشير التقرير إلى حالة في طاجيكستان، حيث تم استخدام العملات المشفرة لتجنيد مقاتلين لصالح فرع داعش في أفغانستان. تم ربط إحدى حملات جمع التبرعات، والتي كانت تعمل أكثر من عام، بعنوان تلقّى ما يقرب من 2 مليون دولار أمريكي على شكل “USDT” على ترون عام 2022.

من خلال تتبع الـ”blockchain”، حددت معامل “TRM” تدفق الأموال وأخطرت البورصة التي تستخدمها المجموعة لصرف أموالها، ثم نبهت البورصة السلطات المحلية، ما أدى إلى اعتقال السلطات التركية أحد كبار جامعي التبرعات لداعش، شامل هوكوماتوف، في 22 يونيو الماضي.

كذلك أفادت التقارير أن وحدة إعلامية مرتبطة بفرع تنظيم الدولة الإسلامية في باكستان بدأت تعزيز قدرتها على قبول التبرعات في النصف الثاني من عام 2022. وحددت معامل “TRM” أيضًا أن مبلغ ما تسيطر عليه المجموعة يصل حجمه الإجمالي إلى نحو 40 ألف دولار على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية.

يأتي ذلك بعد أن كشفت “TRM Labs” في تقرير صدر يوم 28 يونيو أن حجم التمويل غير المشروع المتعلق بالبيتكوين قد انخفض بشكل ملحوظ خلال السنوات السبع الماضية.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن عملة البيتكوين كانت ذات يوم “العملة الحصرية” لتمويل الإرهاب، إلا أنه بحلول عام 2022، تم استخدام شبكة ترون في %92 من تمويل الإرهاب. ووفقًا للتقرير، تظهر أدلة مهمة أن الشبكات المؤيدة لداعش في طاجيكستان وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا تستخدم العملات المشفرة في أنشطتهم وتتم معظم هذه المعاملات على شبكة “Tron”.

وهذا ما يؤكّده تقرير “BeInCrypto” الأخير الذي ذكر أن المجرمين يفضلون بشكل متزايد العملات المستقرة مثل “USDT” في معاملاتهم غير المشروعة. في حين تستخدم الجماعات المؤيدة لداعش العملات المشفرة لتجنيد مقاتلين للانضمام إلى إحدى الجماعات التابعة لداعش في أفغانستان (داعش خراسان). تلقت إحدى هذه المجموعات في طاجيكستان أكثر من 2 مليون دولار أمريكي عام 2022.

فهل تستمر مملكة داعش في عالم العملات المشفرة أم ينتهي أمرها قريبًا؟

شارك هذا المقال

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *

أدخل كلمات البحث الرئيسية واضغط على Enter