أنت تقرأ الآن:

لنترك الأشياء تحدث..ماذا قال دونالد ترامب عن الحرب في غزة؟

لنترك الأشياء تحدث..ماذا قال دونالد ترامب عن الحرب في غزة؟

 كعادته ينجح دونالد ترامب في اجتذاب الإعلام بتصريحاته المثيرة. والتي كان آخرها، حول الحرب الدائرة في قطاع غزة، منذ هجمات السابع من أكتوبر الماضي التي قامت بها حركة حماس. 

المتابعة الإعلامية لترامب، تبدو مبررة، فقبل ما يقرب من عام على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع عقدها في أوائل نوفمبر من العام القادم، تفيد غالبية استطلاع الرأي بتقدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الرئيس الحالي جو بايدن. فبحسب استطلاع أجرته شبكة سي إن إن، حصل ترامب على نسبة 49% من أصوات الناخبين المسجلين، فيما حصل جو بايدن على 45%. يأتي هذا في الوقت نفسه، الذي تتراجع فيه معدلات تأييد الرئيس الحالي بايدن داخل الشارع الأمريكي، فنسبة الراضين عن حكمه تصل إلى 39 % بينما عبر 69% من الأمريكيين عن عدم رضاهم عن إدارته. وبالمقارنة، فنسبة عدم الرضا على بايدن داخل الشارع قبل عام من الانتخابات، تقترب من نسبة عدم رضا الأمريكيين عن ترامب أثناء ولايته، وقبل عام واحد من انتخابات عام 2020 حيث حصل وقتها على نسبة رضا وصلت ل41%، أي بفرق اثنين بالمائة فقط عن نسبة  الرئيس جو بايدن الحالية. 

حتى الآن، تبدو الاحتمالات الأكثر ترجيحًا، أن ينتزع ترامب بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، حيث يحصد في استطلاعات الرأي نسبة 56% بينما أقرب منافسيه دي سانتيس لا يتجاوز حاجز ال15%، وهو ما يجعل احتمالية انتخابات رئاسية ثانية يتواجه فيها ترامب مع بايدن، هي الأقرب للتحقق.

حظر السفر مرة أخرى

أولى تصريحات ترامب حول الحرب، كانت حين انتقد قيام مسئول عسكري إسرائيلي بالتصريح أن نقطة ضعف إسرائيل في الشمال، ووصف هذا المسئول بالأحمق، لأنه أعلن نقطة ضعف بلاده، في المقابل وصف حزب الله بالذكي، ملحمًا إلا أن حزب الله استفاد من التصريح الإسرائيلي وقام بإطلاق عدة صواريخ من الشمال، وقد أثار وصف ترامب لحزب الله بالذكاء، نقدًا واسعًا من جانب الإدارة الأمريكية ومن جانب منافسيه،  حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض أن تصريحات ترامب “خطيرة وغير سوية”، كما قال النائب السابق لترامب أثناء رئاسته مايك بينس، والذي انسحب من سباق نيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري،  إن “حزب الله ليس ذكيًا، بل شريرًا”. 

في نفس التصريحات، قال ترامب أنه لو كان رئيسًا لكشفت الولايات المتحدة الهجوم ومنعته من الحدوث. لكن هذه لم تكن الأخيرة لترامب بخصوص الحرب. ففي منتصف أكتوبر الماضي، صرح الرئيس السابق أنه حال انتخابه مرة ثانية لرئاسة البلاد، سيعيد قرار حظر السفر من بلاد بعينها إلى الولايات المتحدة،  وأضاف أن غزة ستكون من بين هذه البلاد، بجوار كل من سوريا والصومال وليبيا، وأي مكان خاصر يعرض أمننا للخطر، بحسب تعبيره.

ولم يقتصر الرئيس السابق على مشروع حظر السفر هذا، بل أضاف أنه سيكون هناك تفتيش أيدلوجي للمهاجرين إلى الولايات المتحدة، لمنع المتعاطفين مع حماس أو المتطرفين الإسلاميين من دخول البلاد. كما قال إنه سيلغي تأشيرات السفر، للأجانب المعادين لأمريكا أو المعادين للسامية.

يذكر أن حظر السفر من دول معينة إلى الولايات المتحدة، كان أوائل الإجراءات التنفيذية التي أقدم عليها بعد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، وأثار هذا القرار وقتها عاصفة من الانتقادات، وكان من أوائل القرارات التي قام بها خلفه الديموقراطي هو إلغاء قرار حظر السفر.

وأخيرًا صرح ترامب بأنه “ليست هناك كراهية مثل تلك الذي يحملها الفلسطينيون لإسرائيل، وربما، بالعكس أيضًا”. مضيفًا حول الموقف من الحرب أنه “في بعض الأوقات، من الضروري ، ترك الأشياء تحدث حتى نهايتها”. وقد لمح عدة مرات أن مثل هجوم السابع من أكتوبر، لم يكن ليحدث أثناء رئاسته، بسبب ضغطه الشديد على إيران.

ترامب والقضية الفلسطينية

ليس ترامب غريبًا عن الصراع العربي الإسرائيلي، فأثناء رئاسته، كثر الحديث عن “صفقة القرن” التي ستنهي الصراع. لكن توجهاته وقرارته لم يكن له فيها من شريك فلسطيني. فمنذ قراره بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس في منتصف مايو 2018، وهي الخطوة التي لم يقدم عليها كل من كلينتون وبوش وأوباما، برغم تصويت الكونغرس الأمريكي عليها عام 1995، أعلنت السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، رفضهم لهذا القرار، وأعلن عباس أن الولايات المتحدة لم تعد تصلح كوسيط للسلام مع إسرائيل. وفي تبرير الخطوة، قال ترامب إنه  يعد خطة للسلام، وبنقله السفارة فهو بذلك يرفع قضية القدس من طاولة المائدة، وهي أعقد القضايا في المفاوضات.

وفي أواخر يناير 2020، أعلن ترامب خطته للسلام، والتي وضعها صهره جاريد كوشنر، وأتت في 80 صفحة، والتي أقر فيها بأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وبحل الدولتين، قائلًا إنها قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين.

وقد رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطة رفضًا قاطعًا، قائلًا إنه ليست “صفقة العصر” بل “صفعة العصر، وإننا نقول ألف مرة، لا لصفقة العصر”، كما اعتبر محمود عباس أن خطة ترامب، هي الامتداد النهائي لوعد بلفور، مضيفًا أن “الصفقة التي عرضوها ، لا أريد أن أشرحها، يكفي أن أقول إنها تقول أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل..وما عدا ذلك كله جديد ومهم، ولكن ماداموا بدؤوا بالأول..فأول القصيدة كفر..إذا كان هذا أول القصيدة..فيماذا سيكون متن القصيدة، ونهاية القصيدة”. كما أعلن وزارة الخارجية الفلسطينية رفضها للخطة، مؤكدة في بيان لها أنه “لن تجد الإدارة الأمريكية فلسطينيا واحدا يدعم هذا المشروع”.

شارك هذا المقال

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *

أدخل كلمات البحث الرئيسية واضغط على Enter