أنت تقرأ الآن:

 عمران خان.. هل انتهت المسيرة السياسية للاعب الكريكت الذي أصبح رئيسًا للوزراء؟

 عمران خان.. هل انتهت المسيرة السياسية للاعب الكريكت الذي أصبح رئيسًا للوزراء؟

بعد يوم من الحكم على رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، بالسجن 10 سنوات، في اتهامه بتسريب وثائق رسمية سرية، حكمت محكمة باكستانية، على عمران خان، وزوجته بشرى بيبي، بالسجن لمدة أربعة عشر عامًا، بتهمة بيع هدايا تلقاها عمران خان بصفته الرسمية كرئيس للوزراء. وقال محامو خان أن المحكمة منعتهم من استجواب الشهود في القضية، كما أنها أصدرت حكمها دون تواجدهم في قاعة المحكمة، وصرحوا أنهم سيقدمون طعونًا أمام القضاء في كلتا القضيتين. وقد سلمت زوجة خان، نفسها إلى السلطات، بعد الحكم.

لا يمكن فهم الأحكام الجديد على عمران خان، بمعزل عن اقتراب الانتخابات التشريعية في البلاد، المقرر لها يوم الثامن من فبراير المقبل. حيث يقول أنصار خان، إنهم يتعرضون لحملة تضييقات مستمرة لمنعهم من تحقيق الفوز فيها.

من هو عمران خان؟

ولد عمران خان في أكتوبر 1955، في لاهور، لأسرة من الطبقة المتوسطة، وحصل على بكالوريوس سياسة واقتصاد من جامعة أكسفورد، حيث كان أثناء فترة الدراسة، لاعبًا في فريق الكريكيت الخاصة بالجامعة. ورغم تفوقه الأكاديمي، إلا أن خان استثمر مجهوده وموهبته في لعبة الكريكيت، حيث برز كأحد اللاعبين الباكستانيين، وأصبح قائدًا لمنتخب باكستان للكريكيت في عام 1982، قبل أن يعلن اعتزاله الدولي، عام 1987. وهو القرار الذي تراجع عنه بعدها، ليقود منتخب بلاده، عام 1992، للفوز بكأس العالم للكريكت. وبصفته أحد أشهر اللاعبين الباكستانيين للكريكت، استثمر خان شهرته الكبيرة، بعد اعتزاله اللعب، في المجال الخيري، حيث شارك في تأسيس العديد من المستشفيات في البلاد، قبل أن يتجه رسميًا للعمل السياسي، عام 1996، بتأسيسه لحزب حركة الإنصاف. داعيًا لمحاربة الفساد وانعدام العدالة الاجتماعية في البلاد، وفشل الحزب في الانتخابات التشريعية التي أجريت بعد عام من تأسيس الحزب، لكن عمران نجح في الفوز بمقعد برلماني في انتخابات عام 2002. ومن حينها بدأ خان يبرز أكثر كأحد السياسيين البارزين في البلاد، وكان ضمن النواب الباكستانيين الذي استقالوا من البرلمان احتجاجًا على ترشح الجنرال برويز مشرف عام 2007، وألقي القبض عليه عدة أيام قبل أن يطلق سراحه. وفي 2013، أصبح عمران خان، أحد أبرز قيادات المعارضة ضد رئيس الوزراء نواز شريف. قبل أن ينجح حزب عمران خان، في الفوز بالانتخابات التشريعية عام 2018، ليكون رئيسًا للوزراء في البلاد.

الإطاحة بعمران خان

لكن خان لم يتمكن من استكمال ولايته، إذ أطيح به من منصبه، في إبريل 2022، بعدما صوت البرلمان الباكستاني، لصالح قرار سحب الثقة من حكومته. وأتى التصويت، بعد معركة سياسية ضخمة، اتهم فيها خان، معارضيه، بالتآمر عليه، وحاول حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، قبل أن تصدر المحكمة العليا الباكستانية، قرارها برفض حل البرلمان، وضرورة استمرار إجراءات سحب الثقة، حيث صوت لصالح القرار 174 نائبًا من مجمل 342 نائبًا، وذلك بعدما انسحب غالبية نواب حزب حركة الإنصاف من البرلمان، وصوت لصالح القرار نواب حزبي الرابطة الإسلامية، بقيادة شهباز شريف، وحزب الشعب الباكستاني، بزعامة بوتو زرداري، نجل رئيس الوزراء السابقة بينظير بوتو. ويتهم خان الولايات المتحدة، بالوقوف وراء الإطاحة به، لرفضه الوقوف معها في موقفها ضد روسيا، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وكان خان قد ذهب إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد اندلاع الحرب.

بعد الإطاحة به منصبه، صوت البرلمان لصالح تولي زعيم المعارضة، وزعيم حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني، شهباز شريف، الأخ الأصغر، لرئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، منصب رئاسة الوزراء. وكان شهباز قد خلف أخيه الأكبر، في رئاسة الحزب، بعدما أطيح بأخيه نواز، من منصب رئاسة الوزراء، بحكم المحكمة العليا بسبب اتهامات تتعلق بالفساد، ثم حكمت عليه محكمة مكافحة الفساد، بالسجن عشر سنوات، ومنعه من ممارسة السياسية طيلة حياته. وقد أمضى نواز شهورًا عديدة في السجن، قبل أن يغادر البلاد إلى لندن، للعلاج. وظل في هذا المنفى، حتى أكتوبر الماضي، حين عاد إلى البلاد، آملًا في قيادة حزبه للفوز بالانتخابات المقبلة.منذ الإطاحة به، واجه عمران خان، عشرات القضايا باتهامات مختلفة، كما تم التضييق على حزبه. وقد تم اعتقاله للمرة الأولى، في مايو عام 2023، أثناء محاكمته بتهمة الفساد، وهو الأمر الذي أثار عاصفة من المظاهرات الشعبية من قبل أنصاره، وأسفرت، عن توقيف العديد من أعضاء وقيادات الحزب، لكنها نجحت في الضغط من أجل إخلاء سبيل خان. لكن السلطات الباكستانية، عادت لاعتقاله في أغسطس من نفس العام، بعد الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الفساد. لكن أنصار خان يقولون إن التضييق لم يقتصر على خان، بل امتد إلى حزبه حركة الإنصاف، إذ تم منع العديد من مرشحي الحزب من الترشح في الانتخابات المقبلة، كما سحب القضاء الباكستاني من الحزب حق استخدام رمز “مضرب الكريكيت” في الانتخابات، وهو الرمز التقليدي للحزب، نظرًا لتاريخ عمران الرياضي، لكن رغم اتهام خان وحزبه السلطات بالتضييق عليهم، دعا عمران خان أنصاره، للذهاب إلى الانتخابات والتصويت لصالح مرشحي الحزب. حيث يتنافس الحزب على غالبية المقاعد البرلمانية. لكن الكثير من المحللين يرون أن حزب الرابطة هو الأوفر حظًا في تحقيق النجاح.

شارك هذا المقال

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة ب *

أدخل كلمات البحث الرئيسية واضغط على Enter